تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: ذئب يريد أن يفترس أحلامي الإثنين يوليو 02, 2007 3:38 am | |
| مرفت عبدالجبار
الوقت : الساعة الواحدة ليلاً
يرن الهاتف..
السلام عليكم..
:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
:
هل أنت الأخت .......
:
نعم ..
:
آسفة الوقت متأخر ...لكن أرجوك ساعديني ..
:
ثم أجهشت بالبكاء ..
:
لا عليك يا أختي , أصلا أنا مستيقظة ..وبإمكانك الإتصال متى شئت ..خيرا إن شاء الله ؟؟
:
لا أعرف من أين أبدأ ...ولا كيف أنتهي ..فأنا في مصيبة ..
:
هوني عليك ..فما من مشكلة إلا ولها حل ..
:
صمتت قليلاً وهي تغالب بكاءها ..وظبط أنفاسها للحديث مجددا
:
ثم قالت
هذه السنة الأولى لي بالجامعة ..
وكانت أمنيتي أن التحق بالقسم الفلاني ..ولكن أغلقت المجموعات فاظطررت للحاق بقسم شرعي , أملا بالتحويل فيما بعد ..
:
وفقك الله ..
:
لكن المصيبة الآن ..أشعر بثقل هذا القسم ..فأنا لاأستحق البقاء فيه ..وأريد التحول عنه بسرعة..
:
حولت أم لم تحولي , فأنت في كلا القسمين مسلمة ولك هوية !
:
ثم عاودت البكاء وصمتت مليا
: والله أنا ضحية ليس لي ذنب فيما حدث ..هن السبب ..
:
هدئي من روعك وتحدثي بكل هدوء وأريحية ..وإن كان الوقت لايناسبك ..فأنا موجودة في كل وقت ..
:
هذه الفرصة المناسبة ..فالكل نائم ..وكنت أتحين نومهم لأبث لأحد مصيبتي ..
:
لا تهولي الأمر وكل شيئ له حل بإذن الله ..
:
لأن أهلك لم يفعلوا مافعله أهلي تقولين هذا الكلام ..لأنه لم يحدث معك ماحدث معي ..
:
وأختلط صوتها بالبكاء مجددا ..
:
أخشى إن أكملت سمع صوتي وشكوا بي أني أكلمه مجددا ..لكن ممكن طلب ..
تفضلي
:
أريد أن التقي بك غداً ..في مكان كذا ..عند الساعة كذا ..هل توافقين ..
بكل سرور ..لكن في الوقت ذاته لدي محاضرة ! أليس هناك موعدا آخر ؟؟
:
سأنتظرك طوال اليوم ..المهم أن تساعديني بأقرب وقت ..
:
هل يناسبك الوقت الفلاني ؟؟
نعم يناسب
إذا سيكون فيه لقاءنا بإذن الله
شكرا جزيلا وآسفة للإزعاج ..
أبدا حياك الله في كل وقت ..
:
ذهبت لمكان اللقاء ..فإذا بي أرى لوحة رسم فيها منظر بديع ..
فتاة بعمر الزهور ..كملت خلقتها ..حتى يخيل للناظر أنها بدر يتلألأ يمشي على الأرض! ..
:
نظرت والدمع في أحداقها ..ثم قالت
أنا هي
حياك الله يا أختي وإن كنت مازلت أجهل اسمك ...
إسم على غير مسمى !!
قبل أن نتحدث رجاء ..دع عنك عبارات التذمر ..!!
كيف حالك؟؟
((شر والحمد لله))
سأجلب لك عصى
يا أختي أنا في مصيبة ..لا أعرف كيف حلت بي ولاكيف وقعت فيها ..
وأنا أتيت لأستمع إليك ..تحدثي بما شئت ..وثقي بي
لولم أكن أثق بك لما خصيتك دون صديقاتي ..
الحمد لله ..إذن تفضلي
أنا من عائلة محترمة جدا ..وثرية ..ومعروفه
لدي أخوة وأخوات يكبرونني بكثير
كل أخواتي متزوجات ..وإخواني متزوجون
أنا الوحيدة والصغرى بالبيت
كل ما أريده موجود
لدي سيارة خاصة ..
وعندنا خادمة
ولأني التحقت بالجامعة ..كوفئت بالجوال ..
أما اليوم ..فأنا حرمت من كل هذه النعم
إذا أتيت للجامعة ..فأمي برفقتي ..
وإذا نمت نامت معي في غرفتي
لم يعد لي جوال
ولم أعد أخرج لأعز الصديقات
الكل يزدريني وينتقصني
إخوتي الكبار
الإناث يشمتن بي ..
والذكور لا يكلمونني , وبعضهم يتهددني بالفصل من الجامعة ..
فقدت الحب والحنان ..حتى من أقرب الناس لي
جفوني وقاطعوني ..ولم يفهموني ولم يصدقوني
حلفت بالله ..فلم يصدقوا ..بكيت أمامهم فلم يهتموا
ماذا أفعل ؟؟
فكرت بالإنتحار ..فشربت دواء الغسيل ((كلوركس))
لم أفلح ..فقد تم إسعافي ونقلي للمستشفى ..
أعيش في سجن روحي ..قبل أن يكون سجن خارجي
أنزويت على نفسي ..ومنع مني الأنترنت ..أصبح الجميع لايثق بي ...
ثم أخذت تبكي مليا وعاودت الحديث ..
جربت كل الحلول ..ولم يبقى سوى حل واحد ..سأقدم عليه ..وليكن مايكن
وهو ؟
سأهرب من البيت !
جننت ؟؟
هذا هو الحل الوحيد ..فأنا بعين أهلي مجرمة ..ولااحدا يهتم بي ولا يصدقني ..والموت لايأتي ..فماذا أفعل ؟؟
إلى الآن لم أعرف سبب هذه المشكلة ..مالذي أوصلك لهذه الحال؟؟
صديقاتي
كيف ..
عندما التحقت بالجامعة ..كنت كالبلهاء ...!!
لا أعرف أحدا..ولم أتعرف على أحد
كنت أصدق كل وجه أراه ..وأنظر بإكبار لبنات الجامعة ..وأتمنى أن أصل لمستواهن بأقرب وقت ..
وفي ذلك اليوم الأسود
تعرفت علي فتاة من قسم آخر
فارتحت لها ..وقضينا وقتا ممتعا ..
تحدثنا فيه عن آمالنا وطموحاتنا ..وأحاديث أخرى ..
مرت الأيام وعلاقتي بها تزداد كل يوم ..وتعرفت على صديقاتها أيضا ..
عرفت عني كل شيئ
وعرفت عنها كل شيئ من منظوري ..لكن الحقيقة لم أعرف عنها كل شيئ!!
حتى أتى هذا اليوم ..
كنت أقلب صفحات الانترنت..
فإذا بهاتفي يرن ..
رددت
فإذا هو شاب قال لي أنت فلانه
أغلقت الخط في وجهه
وخفت خوفا شديدا ..من هذا ..وكيف عرف أسمي ..وماذا يريد
عاود الإتصال , ولكني لم أجيبه وأغلقت هاتفي ..
ظل يكرر الإتصال في اليوم أكثر من مرة ..
ومن عدة أرقام !
لمدة أسبوع تزيد أو تنقص ..
وفي هذا اليوم الذي قررت أن ارد عليه لأعرف ماذا يريد
قال لي بأنه يعرف عني كل شيئ
وصورتي معه
أغلقت الخط في وجهه وأخذت أبكي
من هذا وكيف وصلت أيه صورتي ..وهل صحيح مايقول أم أنها مكيدة !!
أخذ يرسل لي على الجوال الرسائل تلو الرسائل ..
صارحت صديقتي بما حل لي
أظهرت تعاطفها الذي كنت أشك فيه !
فقد راودتني الشكوك حولها ..لكن لم تكن هناك بينة عليها لأجزم بأنها هي السبب
وظل ذاك المتسلط , يزعجني برسائله ..وتهديداته أحيانا ..يريد مني أن أكلمه ..
ولكن أبيت وفي نفس الوقت خشيت أن أصارح أهلي ..وفكرت بتغيير الشريحة وقطع صلتي بصديقاتي الجدد ..ويعلم الله أني كنت صادقة
ولم يخطر ببالي ما فكر فيه أهلي ..
وكيف علم أهلك بالأمر
خرجت في يوم من الأيام لبيت خالتي ..وبالمصادفة كان جوالي مع أختي الكبرى
وكنت حريصة كل الحرص ألا يكون جوالي مع أحد ..ولكن...................
رن الهاتف , فردت هي , فسمعت ذاك الشاب يقول لها فلانه ..أي ينادي باسمي ..فاستدرجته وقالت نعم ..ولست ادري ماذا اخبرها وماذا ردت عليه ..
ما أن عدنا للبيت إلا وفوجئت بتصرف أختي الكبرى أمام أمي وباقي أخواتي وهي تقول :
هذه الجامعة وما تنتجه !
هنا أصبت بمقتل وشعرت أن خلف قولها أمرا ..
تصدقين يااختي أنها لم تسألني حتى ...من هذا ؟؟
ذهبت وأخبرت أختي الأخرى
هبي أني كنت فعلا على صلة بهذا الشاب , ويعلم الله أني بريئة ..
لماذا لم ينصحنني ..؟؟
لماذا لم يحاولن التقرب مني ؟؟
أنظري ماذا فعلن
أتين لي بداري كالجنود , وقلن لي إن لم تصارحينا بكل شيئ سنخبر إخوتي بكل شيئ وعن علاقتك بهذا الشاب !
صدمت ! وقلت لهن كيف تشكون بي , وكيف وكيف
لكن لاجدوى ! أخذن يهددن ويردن معرفة التفاصيل ..
فأخبرتهن أني لااعرفه ولا أعرف عنه شيئ ...وذكرت لهن محاولاته المتكررة بالاتصال بي
لم يصدققني وأخذن يرمين الأسئلة لماذا لم تخبرينا ؟؟ ونحن نتصرف ؟؟
وكيف عرف أسمك ؟ وقسمك ...وووو
بكيت أمامهن , وحلفت لهن بالله أني لا أعرفه ...ولا أعرف من أي واد حذف علي
هددنني , وأخذن جوالي ..بأسلوب ماكنت لأتوقع أن يصدر من أخواتي العاقلات الفاهمات مربيات المستقبل!!..
لم يتوقف الأمر لهذا الحد
بدأت بهن الشكوك والظنون ..إلى علاقتي داخل الجامعة , كيف هي ومن صديقاتي ..؟؟
والفاجعة التي ماحسبت لها بالا
فوجئت ونحن على المجلس العائلي الأسبوعي , بحضور جميع أخوتي ..قالت إحداهن لإخوتي ..أنتبهوا لأختكم
فهي على علاقة بشاب ...
أما أنا ,,فكأن صاعقة نزلت بي ...
لم أتصور أن يحدث من أخواتي هذا الفعل على الإطلاق ...
ولك أن تتصوري مافعل أخوتي ..
أما كبيرهم ...فكاد أن يموت ..فهو مريض ..
وأما أصغرهم ...فقطع علاقته بي ليومك هذا
وأما أمي المسكينة ......لاتسلي عن حالها ...فباكية ليل نهار
وهاهو حالي اليوم ...مضيق علي في كل شيئ
وخسرت كل شيء
خسرت أخوتي وثقتهم بي , خسرت نظرتهم لي , فقد كانوا يتحدثون عني وعن القسم الشرعي الجديد الذي التحقت به ..
والذي أنا اليوم في نظرهم تخالف حالي حال هذا القسم , والحق انهم كانوا فخورين بي , خاصة أخي الأكبر
ثم صمتت وقتا طويلا ....وقالت
هذا كل شيئ ....ولم يعد بيدي أي شيئ ...هالهروب إلى المجهول هو الحل ..لكن قلت قبله ..أكلمك فربما أجد لديك الحل ..
حسنا ! لن أجيبك من البداية ..فأنا أجزم بأنك أدركت معنى حسن انتقاء الصديقة وعدم الثقة بكل من هب ودب ..
ولن أحدثك عما كان ينبغي عليك فعله عندما اتصل بك هذا الشاب ...فأنا على يقين الآن أنك تتمنين عودة الزمن للخلف لتفعلي ذلك
لكني سأخبرك
أنك بنعمة ..وإن كان الأصل بلاء ..
ألم تسمعي قول الحق جل وعلا {وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم. مصيبه قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون }
طرقت كل الأبواب ..وسلكت كل السب لحل مصيبتك ..إلا بابا واحدا لم تقرعيه ...
باب من يجيب المظطر إذا دعاه ..ويكشف السوء
باب من لاتغيب عنه غائبه ..ولاتعجزه في الأرض ولا في السماء بليه ..
أين دعاك ؟؟ أين مناجاتك ؟؟ أين انطراحك في السحر لمن يسمع همسك ونجواك ؟؟
فنصيحتي الأولى لك ..بأن تقوي ثقتك بربك ..وأن تصبري وتحتسبي ..فهذا أهم جانب ينبغي أن تقويه ..
ثانيا : دع عنك اليأس والاستسلام لهذه المشكلة ..
من الغد , اتصلي بإخوتك أو أحدهم ..واستدعيه بالمنزل ..واشرحي له ماحدث معك بالتفصيل ..
ثالثاً : الإنتحار أو الهروب من المنزل , ليست هذه حلول يؤخذ بها مهما عظمت المصائب ..فأهلك لم يضيقوا عليك ولم يشددوا إلا حبا فيك وخوفا عليك ..لست رخيصة حتى يتركوك أو يمشهوك
وما تشاهديه من صد وإعراض , ماهو إلا حبا وخوفا وحزنا وألما ..وإن كنت أبعد ابعد ماتكونين عن الوقع بمثل هذه الأمور
واعلمي انه لااحد أحرص عليك من أهلك ...
وإن أخطأت أخواتك بالأسلوب ...وماهكذا تؤخذ الأمور ..ولكن تذكري : أنهم في النهاية أهلك ! وهم أحرص عليك منك ..
ماذا حدث بعد ذلك ؟؟ وأين هي الأخت الآن ؟؟ سيكمل قريبا جدا ....................
وفي أثناء الحديث قالت أختنا :
وهل أنا السيدة عائشة كي تنزل برائتها من السماء ؟؟
أستغفري الله وهل يعجز ربنا سبحانه ؟؟
أستغفر الله لكن مشكلتي عظيمة وأخشى أن ينتشر الخبر في كل العائلة ..
أحسني ظنك بربك ثم إن إخوتك أحرص عليك من نفسك ..فأنت قبل أن تمثلي ذاتك ..تمثليهم
والدليل فعل أخواتي , والله لااثق بهن بعد اليوم
أنا معك أخطأن في الإسلوب ..لكن في النهاية يردن مصلحتك
آسفة أخذت من وقتك ..وكلامك عالعين والراس ..بس أدع لي
قد لا أكون وفقت بشكل كامل بالحل الذي يريحك ..لكن صدقيني ..لليس هناك سلاح أقوى من مواجهة الواقع بكل صبر ويقين بفرج الله
والنعم بالله ..
بصراحة : أنا مقصرة جدا مع الله وربما ابتليت بسبب ذنوبي..لكن أعدك بأن أصلح أوضاعي ..
أراك على خير ولا تنسينا من صالح دعاك
أفترقنا بعد هذا المجلس ..ولم يتيسر لنا لقاء بعده ...ولم يكن بيننا اتصال ...
ولم نلتقي بالجامعة ..أختفت تماما تلك الأخت عن عيني ...وغابت أخبارها ..وكنت آمل أن أعلم مااستجد من أمرها..
ولكن مازلت أذكرها ..ولاانساها بالدعاء ..بأن يفرج الله كربها وييسر أمرها ..
وتمضي سنة كاملة ..ولم أرها بعد ذلك اليوم ..
:
قبل يومين ..بينا كنت أمشي مع إحدى الصديقات ..
فإذا بإحدى الأخوات تغمم عيني من الخلف ...وتقول : من أنا ؟؟!!
وكانت المفاجأة أنها صاحبتي تلك ...
لم أملك دموعي من الفرح بلقياها ...
وبعد السلام والتحية ...أصريت عليها بالجلوس لو لدقائق لتخبرني عن حالها وماتوصلت إليه ..وكانت ذاهبة لمنزلها ..فأجلت الخروج
ماهذا الإنقطاع ؟؟ لاسؤال ولا تطمين ...ماذا فعلتي بي يا أختي ...كيف أنتِ طمنيني مالجديد وما فعل الله بأمرك ؟؟
قالت بإبتسامة عريضة :
أبشرك أنحل الموضوع ..من أول اسبوع قابلتك
الحمد لله لكن كيف ؟؟
أولا سامحيني أني لم أخبرك ..شغلتني الدنيا وأضعت رقمك
ثانيا : مرت علي أيام مرة ..أسوا مما تتوقعين ..وأكثر من السابق ..لكن كنت أتذكر عبارتك بضرورة الدعاء والإلتجاء إلى الله فكنت أدع الله دائما في كل حين ..وأطلب من أمي تدع حتى أني اذكر أتيتها مرة وأنا منهارة من كثرة البكاء وأقول لها : أمي صدقيني والله ليس لي ذنب ..أدع لي يا أمي ..فتبكي معي حينا
وتعاتبني حينا قائلة : هل قصرنا عليك بشيئ؟؟ هل وهل ..ولا تنتهي حتى أقسم لها بالله وأبكي
لكن الحمد لله على كل حال وعلى ماكان
يوم من الأيام : أنتظرت أخي الأكبر عند الباب وهو يريد الصعود لمنزله بعد أن أتى من عمله..
ناديته بعد طول انقطاع من رؤياه : أخي فلان
نعم
أخي تعال إشرب معنا قهوة ..منذ زمن لم تدخل عندنا
الآن متعب ومشغول , سآتي بوقت لاحق
أخي أرجوك أدخل لو لدقائق ..أشتقت إليك كثيرا
حسنا
ثم أجلسته بالمجلس وبقينا لوحدنا ..وسرعان ما أخذت يده أقبلها ورأسه وأبكي ..وأحلف بالله أني صادقة
طبعا أخي الأكبر رقيق القلب ..وهو الذي رباني بعد وفاة أبي ..أخذني اليه وبكى معي ..وأصبح كلانا يبكي
كان أصعب موقف مر علي وأجمل منظر أستشعره بعد طول غياب إخوتي عني !
وأخذت أحلف وأوضح وأقص القصة كلها عليه بحذافيرها
لكن أخي كان يقول لي :
سامحيني يااختي أنا مقصر معك , ووالله مابعدت عنك بإرادتي فأنت أخت وأحترقت لأجلك ..
وأخذ يلوم نفسه وتقصيره , وأنتهزتها فرصة وشددت اللوم عليه وعلى أخوتي وقلت له :
حتى لو كنت أخطأت ويعلم الله أني بريئة كان المفترض أن تساعدوني وتقفوا بجانبي لا تهملوني وتشددوا علي في كل شيئ
أنا أعيش في عذاب ليل نهار ..أمرض ولا تسألون أبكي ولا تعلمون ..أموت باليوم ألف مرة ولا تشعرون
كلكم تريدون الانتقام مني دون ذنب .............الخ
وهو لايزيد على قوله سامحيني يا أختي ..
لكن لااعلم صدقني أم لا ...ولكني ظللت أحلف وأكرر بالموقف ..حتى يعيه ويصدقني ..
مرت أيام : وأجتمع الأهل كلهم بالبيت ..ووجدت من إخوتي قربا نحوي وسؤال واهتمام عن حالي ودراستي كحال زمان
وافرحني هذا الموقف وشعرت بأن علاقتي معهم بدأت تتحسن .. حتى أخي الذي يكبرني بقليل
والذي قاطعني واسمعني كلام كالعلقم ..بدأ يسأل عني ويتحدث معي ..كأن شيئا لم يكن ..
والحمد لله بدأت العلاقة تتحسن ..وأول مايدخلون البيت يسألون عني ..
حدث وأن أخبرتهم أني أحتاج جهاز جوال جديد
فأعطوني نفس الجهاز ونفس الرقم ..واستغربت حقيقة للموقف !
كنت أظنهم سيمانعون أو حتى على الأقل لن يعطوني نفس شريحتي!
لكن شكرت لهم الصنيع وكأن شيئا لم يكن !
تخيلي من اتصل بي مجددا ؟؟؟
إنه الشاب ذاته !
تذكرت كلامك , ومالمفترض أن أفعل ..لكن ........
أبيت إلا أن اشتمه لأشفي شيئا من غليلي
فعلت ولكن ..قال وليته ماقال :
والله أنا لا أعرفك ولا أملك لك صورة , ولا أعرف من أنت ..لكني أقولها بكل صدق :
صديقتك فلانة : هي من أعطتني هذه المعلومات عنك !
ونحن أناس لانفرق بين من يكلمن الشباب وبين صديقاتهن , كلهن بأعيينا سواء
وأنا أحذرك منها .....الخ
أعطيت الهاتف أمي وقلت أسمعي :
فعلمت أمي كل شيئ ..
وأخبرت إخوتي ..
وكادت أن تحدث مشكلة مع أهل تلك الفتاة ...
إلا أن الأمر توقف لهذا الحد ..وغيرت رقمي ..وقطعت علاقتي بتلك الصديقة
وتحسنت علاقتي مع أهلي إن لم تكن عادت كما هي
واستفدت من هذا الموقف درسا عظيما ..لا أنساه ما حييت ..
وها أنا أمامك ..بأحسن حال ...وأتيت اليوم لأسحب ملفي الجامعي ..فقد تزوجت بإمام مسجد وأود إكمال الدراسة بمدينة زوجي
الحمد لله ..على كل حال ..والحمد لله على انتهاء الكابوس ..والحمد لله على حياتك الآن ...
حارت كلماتي ولاادري ما أقول , لكني أسأل الله لك التوفيق ..أينما كنت وحيثما حللت ..وحفظ الله عليك بيتك الجديد ..
(( دروس وعبر من القصة ))
1/ على الفتاة أن تحسن إنتقاء الصديقة , ولاتعجل بالثقة لأي أحد , وهناك علامات تعرف بها الصديقة الصالحة من صديقة السوء .
2/ على الفتاة أن لاترد على على أي رقم غريب , وإذا ما تكررت إتصالات الأغراب أن تخبر أخاها الأكبر أو والدها بهذا الإزعاج ليتولوا الأمر , وغالبا لا تتكر الإتصالات المجهولة إذا قوبلت بعدم الرد أو المبالاة .
3/ إذا قوبلت الفتاة بنوع من التهديد , من أي شخص كان , ولم يكن إخوتها موجودين مسافرين مثلاً , فلا تتردد في إخبار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , سواء كان التهديد حقيقيا أو وهميا .
4/ ومن المفترض أن تتحاشى الفتاة الكلام مع الأجانب بالهاتف لابحجة معرفه مقصده , ولا ماذا يريد فإن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم.
5/ التقرب من الله في المصائب والإكثار من الصدقة والإستغفار والإلحاح على الله بالدعاء بتفريج الكرب .
6/ تقوى الله في السر والعلن , وتجنب نواهيه وزواجره , ومن يتق الله يجعل له مخرجا .
:
(كلمة لشباب المسلمين )
أيها الشاب المسلم : أتق الله في بنات المسلمين , ولا تعبث بأعراض الناس , فيبتليك الله في نفسك وأهلك ..
فكم من بيت أفسدته , وكم من مستقبل دمرته , وكم من دعوة مظلوم رفعت عليك ..
أتقوا الله ياشباب المسلمين في بنات المسلمين ..
وليعتبر كل واحد منكم كل فتاة مسلمة أخته ..
هبوا أنها هي المقصرة وأنها هي البادئة كما نسمع في هذه الأيام , أتقوا الله وعفوا عنهن فإنهن أخواتكم , وعليكم بالنصح والتوبيخ لمن ابتدأتكم .
اتقوا الله في أنفسكم وأتقوا الله في بنات المسلمين .
هدانا الله وإياكم وأرشدنا لما فيه مرضاته وتقواه .
والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد . | |
|